عندما تتهاوى الرموز تتجلى الحقيقة!



وجدت الرموز البشرية لأجل أن يتم الاقتداء بها أي أن هؤلاء الرموز هم خارطة الطريق الموصل دوماً لتحقيق أهدافنا التي نريدها في هذه الحياة . لكن ماذا ان كانت هذه الخريطة خاطئة ؟ ستكون خاطئة ان كان هذا الرمز وهمي . 

منذ أسبوع و عالم المصارعة الحرة ما بين الصدمة و الدهشة بما سمعه أو قرئه عن الرمز الأول و القدوة رقم واحد في عالم المصارعة الحرة منذ بدأت بالانتشار و تعدت الآفاق الى أن وصلت الى كل بيت في هذه المعمورة . فكل مجنون وعاشق لعالم المصارعة الحرة لم يتوقع أن يشهد اليوم الذي يكون به هولك هوجن منبوذ من عالم المصارعة الحرة .

 هولك هوجن من أعتبره " أبسط و أفضل " اختصار لمعنى ولتاريخ و لارث المصارعة الحرة . هولك هوجن هو الاسم و المصطلح الذي يعتبر الدلالة للحلبة ولمفهوم المصارعة الحرة. هولك هوجن نقل المصارعة الحرة للعالم أجمع بعد أن كانت محصورة في شمال أميركا وفي أوروبا. هولك هوجن كان الشرارة بل كان المشعل في تغيير وجه عالم المصارعة الحرة منذ الثمانينات . هولك هوجن كان الزلزال الذي قلب هذا العالم رأساً على عقب فيما سمي بفترة حرب ليلة الاثنين .

 نعم فهوجن الآن اصبح المنبوذ رقم واحد لأكبر اتحاد مصارعة حرة بل الراعي الرسمي للمصارعة الحرة وهو الـWWE . وها هي الـWWE تقوم بعملية مسح كامل لكل شيء متعلق باسم هولك هوجن لكنها لن تنجح في ذلك الا ان قامت بمحو ذاكرة كل مشجع لعالم المصارعة الحرة . وكذلك لن تنجح الا ان لم يتم ذكر أي شيء يتعلق بتاريخها الماضي في قادم عروضها كما كانت تفعل في أواخر التسعينات . فهولك هوجن ليس كريس بنوى . هولك هوجن هو ماضي الـWWE . بل هولك هوجن هو كلمة السر و رمز الدخول عند عملية بحث لأجل العودة للعصر الذهبي لعالم المصارعة الحرة .

 لن أتحدث عن تفاصيل ما قاله هولك هوجن لأنها لا تعنيني بقدر ما صدمتني ردود كثيرة من أول وهلة أقرئها أعرف أنهم يكذبون. ولن أدعي الشرف والمثالية في الأخلاق لأنني سأكون كاذب وغير صادق مع نفسي أولاً ثم مع من سيقرأ هذا المقال . فالعنصرية متواجدة في كل كائن بشري كأمر فطري لا مناص منه . لكن متى تكون هذه العنصرية غير مرحب بها ؟ فقط عندما تكون هذه العنصرية سبباً في سلب حقوق أو أن تصبح العنصرية معياراً للمفاضلة بيننا . 

أشد أنواع العنصرية بل هي ذروتها عندما نقوم بالغرس في عقول أطفالنا أن هذا الكائن البشري أقل مكانة مننا وأنه لا يستحق أن يكون مساوي لي في الحياة هنا يجب تحارب و أن يتم نبذ كل دماغ يؤمن بهكذا فكر . فهذه الأدمغة بصنيعها هذا تقوم بتدمير المستقبل الذي لن يكون لها مكان به .

 في الختام أوجه رسالة لمن يهمه الأمر : عالم الترفيه بجميع مجالاته من رياضة و تمثيل و موسيقى و موضة هو عالم جميل ومبهر ومثير من الخارج لكن حينما تكون في داخله وتتعمق به ستكتشف أنه عالم " نتن قذر " بل هو بؤرة لكل ما هو قبيح . لذلك لا تنصدم عندما تشاهد رمزاً كبيراً يخرج من هذا العالم " عالم الترفيه" بأمر تكرهه النفوس و تنبذه المثل و الأخلاق لأن هذا الرمز مهمته الأولى و الأخيرة هي " الترفيه" أي لا وجود للجدية في حياته ومعيار نجاحه هو كمية الأموال التي يستطيع جلبها . والخطورة التي لا تسمعها ولا يتجرأ شخص أن ينطق بها هي : عندما يصبح النجم الكبير رمزاً للأطفال و للمراهقين وتتعلق أحلامهم وطموحاتهم به فثقوا تماماً أنه عندما يتهاوى ويسقط هذا النجم فأحلام هؤلاء المساكين ستتهاوى وتسقط معه وحينها لن يستعيدوا أحلامهم مرة أخرى لأنها ببساطة تبخرت وتلاشت . فعندما تتهاوى الرموز تتجلى الحقيقة لنرى الواقع بوضوح...


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أسماء كبيرة من الأساطير سوف تشارك في عرض موني ان ذا بانك القادم؟

الكشف عن مكان وموعد عرض WWE Fastlane 2017 !!

ريكوشي يلمح لإنضمامه لـWWE!